كان البحر مفتاحه، هناك راهنه محيي الدين صديقه على التعرف إلى الفتاة الجميلة. لم يتوقّعا قبولها، أو أنه سيحبها بعد هذا اللقاء. عشقها ممدوح حتى العبادة، صارت سيرين هواءه وماءه.
محيي الدين أخوه وأبوه، سوريالي الفكاهة، كان يحتضن بخفته ثقل ممدوح وكآبته. وجد غافياً فوق مكتبه، وسماعة هاتفه مفتوحة على أقدار خاسرة لصديقه.ترك ممدوح بيته لحبيبته ليغيب أسبوعاً يرتاحه. تركه ليمتلئ بعطرها... عاد وحدسه يعبق برائحة الخيانة... هل خانه حدسه؟ هل خسر صديقه؟
لم يعد له إلا التعثّر فوق صفحات أحلامه، وفي يده خسائره يتفقّدها في الجانب المظلم من القمر.
ياسين رفاعية كاتب وروائي سوري يقيم في بيروت منذ عام 1965.
صدر له عن دار الساقي: "أهداب"، "الحياة عندما تصبح وهماً"، "القمر بجانبه المظلم".