منذ البارحة فقط، نبتت عمارة بجوارنا فذتها ترتفع إلى السماء. في ليلة واحدة أصبحت مئة طابق وما زالت تشقّ طريقها للأعلى. لقد حجبت العمارة ضوء الشمس عن حجرة نومها. أحست بالخوف وأخذت تسأل: أين أنا؟ ثم ما لبث أن ضاع اسمها، نسيته فراحت تبحث عمن يعرفها كي يذكّرها به من دون أن توحي أنها نسيته.
هي جاءت إلى دبي لتبدأ حياة جديدة بعد زواج دام شهرين. توظّفت في شركة كبيرة وتفوّقت في إدارة العلاقات العامّة. لكنّها لم تشعر بالاستقرار والطمأنينة مع وحدة كانت تكبر كل يوم في داخلها. فذكرى حبيبها الذي التقته عقب الطلاق وتخلّى عنها، لا تزال تطاردها.
ورغم نجاحها في العمل، بقيت رهينة الحيرة والوحدة والضياع في مدينة جامحة، إلى أن فتحت قلبها وحكت كل شيء للحارس الهندي...
هاني نقشبندي كاتب وصحافي سعودي.
صدر له عن دار الساقي: "الخطيب"، "اختلاس"، "نصف مواطن محترم"، "سلّام"، "طبطاب الجنّة"، "ليلة واحدة في دبي".